قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو داود في سننه
أنه قال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان
وفي رواية في المستدرك
من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل الإيمان
أقول
الحب من متعلقات القلب فناسب الإيمان وهو عمل قلبي فناسب التعبير عنه بالعمل إلى الله الحب في الله والبغض في الله أي لأجله وبسببه لا لغرض آخر كميل أو إحسان
المحبة ميل النفس إلى الشيء لكمال فيه والعبد إذا علم أن الكمال الحقيقي ليس إلا لله وأن كل ما يراه كمالا في نفسه أو غيره فهو من الله وإلى الله وبالله لم يكن حبه إلا لله وفي الله وذلك يقتضي إرادة طاعته فلذا فسرت المحبة بإرادة الطاعة واستلزمت اتباع رسوله ، الله الحب في الله يوجب الحب من الله وهنا مراتب أربع الحب لله والحب في الله والحب بالله والحب من الله
فالحب لله ابتداء
والحب من الله انتهاء
والحب في الله وبالله واسطة بينهما
والحب لله أن تؤثره ولا تؤثر عليه سواه
والحب في الله أن تحب فيه من ولاه
والحب بالله أن تحب العبد ما أحبه وما أحبه منقطعا عن نفسه وهواه
والحب من الله أن يأخذك من كل شيء فلا تحب إلا إياه وعلامة الحب لله دوام ذكره
والحب في الله أن تحب من لم يحسن إليك بدنيا من أهل الطاعات
والحب بالله أن يكون باعث الحظ بنور الله مقهورا
والحب من الله أن يجذبك إليه فيجعل ما سواه عنك مستورا