بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد اختص الله سبحانه وتعالى مكة
المكرمة وأهلها بخصائص دون أهل أرضه جميعاً
فكما اختص يوم الجمعة من سائر
الأيام ، واختص ليلة القدر من سائر الليالي ، واختص شهر رمضان عن سائر الشهور ،
واختص أنبيائه ورسله عن سائر البشر واختص أولي العزم من بينهم واختص نبينا صلى
الله عليه وسلم عنهم جميعا هكذا سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد لا يسئل عما
يفعل سبحانه .
فأما اختصاصه لمكة وأهلها فقد
جعلها الله خير أرضه بنى فيها الخليل بيت الله والكعبة المشرفة وآمنها وجعل ثمرات
كل شئ يجبى إليها وجعل الحج إليها مكفرة
لذنوب الحجاج ويعدون من حجهم كيوم ولدتهم أمهاتهم وخص أهلها بأنهم سكان حرمه ،
وسدنة كعبته فجزاهم بذلك أن جعل الصلاة فيها بمائة ألف فيما سواها وأن لا يعضد
شجرها ولا ينفر طيرها ولا يصاد فيها وهى دون غيرها من بقاع الأرض من ينوي فيها
المعصية يعاقب عليها خصائص لا تعد ولا تحصى كيف ولا وهى أرض الله الحرام وفيها
بيته العتيق مهبط الوحي ومهوى أفئدة القلوب
فالمكي دون غيرة خادم لحجاج بيت
الله الحرام ، يحسن استقبالهم ووفادتهم وإكرامهم ويفتح لهم قلبه وبيته ، ويكن في
خدمتهم منذ وصلهم وحتى عودتهم سالمين غانمين إلي ديارهم
معهم في مكان يحلون فيه يحمل
متاعهم ويهيء لهم سبل الراحة من مكان إلي مكان في طوافهم وسعيهم في مناسككهم بمنى
ومذدلفة وعرفات
وها قد أكرموا أهل مكة من جملة
خصائصهم أن لا يحجوا إلا بتصريح وهم أصحاب الدار
فإنا لله وإنا إليه راجعون
حلمي السداوي
السبت 15 نوفمبر - 14:18